أولاً: رد الفعل نحو تقديم المساعدة.
كى نستطيع أن نفهم رد فعل كل من الرجل والمرأة نحو تقديم المساعدة، دعونا نلقى نظرة أولاً على قيم كل منهما، ولكن ما معنى كلمة القيم؟
يقصد بالقيم.. الأشياء أو المعانى الهامة لدى الإنسان، والتى تحكم قراراته وتصرفاته.
*قيم المرأة: الحب، المشاركة، الجمال، التواصل.. ولهذا فإن تقديم زوجها المساعدة لها يشعرها بالحب، وياحبذا لو كانت هذه المساعدة دون أن تطلبها.
*قيم الرجل: القوة، الكفاءة، الفعالية، الإنجاز.. تقديم المساعدة للرجل وخاصة دون أن يطلبها، يشعره بأنه يفتقر إلى الكفاءة والقدرة على الإنجاز، والرجل غالباً لن يطلب المساعدة بشكل مباشر، لكن الزوجة الذكية بفهمها لزوجها تستطيع أن تعرف متى يكون محتاجاً للمساعدة، ومن ثم تقدمها له دون أن تعطيه إحساساً أنها الأفضل أو الأذكى.
ثانياً: الاحتياجات العاطفية.
أهم الإحتياجات لدى المرأة تختلف عن أهمها لدى الرجل، صحيح أن الرجل له أيضاً نفس إحتياجات المرأة، لكنها تأتى فى الأهمية بعد إحتياجاته الأصلية، والأمر نفسه ينطبق على المرأة، فلها أيضاً نفس إحتياجات الرجل، لكنها تأتى فى الأهمية بعد إحتياجاتها الأصلية.
*احتياجات المرأة:
1=العناية: يتم إشباع هذا الإحتياج لدى المرأة بعمل الرجل على راحتها بدءاً بالعمل على توفير إحتياجاتها، وإنتهاء بأبسط الأمور عندما يحضر لها كرسياً لتجلس قبل أن يجلس هو.. إلخ.
2=التفهم: أن يستمع إليها دون أن يحكم على ما تقوله بأنه صواب أو خطأ، أن يقبل الإختلاف دون أن يتفق بالضرورة مع ما تقوله.
3=الاحترام: بأن يعترف بحقوق زوجته عليها وبحقوق المرأة فى المجتمع بشكل عام.
4=التفانى: بأن تشعر أنها على رأس أولوياته.
5=التأييد: تفهم مشاعرها وإحترامها والتعاطف معها، وعدم مهاجمة هذه المشاعر أو التهوين من شأنها.
6=التطمين: طمأنتها أنه يحبها وأنها أهم واحدة فى حياته، وذلك ليس بالأفعال فقط، ولكن بالكلام وتكراره مرة واثنتين وثلاثة وإلى ما لا نهاية
*احتياجات الرجل:
1) الثقة: بأنه يعمل على راحتها.
2) القبول: تقبله كما هو بنقاط ضعفه وقوته.
3) التقدير: أن يشعر أنه يحدث فرقاً إيجابياً فى حياتها وحالتها النفسية.
4) الإعجاب: أن تشعره أنه رجلها.. أنه فارسها.
5) الموافقة: طالما إتخذا القرار.
6) التشجيع: بعد عودة الزوج من عمله يكون بحاجة إلى إعادة شحن طاقته، التشجيع يكون بالأفعال والكلام أيضاً.
ثالثاً: الاســتجابة للضغوط.
الرجل ينزع إلى الصمت والإنعزال والشرود، محاولاً العثور على حل لمشكلته، أو بتعبير جون جراى -يدخل الكهف- فإن وجده خرج وإن لم يجده يحاول التشاغل عنها بأنشطة لا تتطلب تركيزاً، فيتصفح الإنترنت أو يتنقل بين قنوات التليفزيون، أو يلعب ألعاب الفيديو.. إلخ.
عندما يدخل زوجك إلى الكهف.. إعلمى أن ذلك لا يعنى إهتمامه، لا تلحى عليه ليتحدث عما يضايقه، لا تقدمى له النصيحة إلا إذا طلبها، إشغلى نفسك ولا تظهرى قلقاً كبيراً عليه، إمنحيه الحب والثقة والتقدير، وفرى له جواً مريحاً.
والمرأة تنزع إلى الكلام: المرأة فى هذه الأوقات تحتاج إلى الكلام وإلى الشعور بالتعاطف والتفهم، وآخر ما تحتاجه هو تقديم النصائح والحلول.
رابعاً: لغة الحـــوار.
المرأة تميل إلى التعميم، والرجل يسيء الفهم، فمثلاً عندما تقول المرأة أنت مبتحبنيش زى زمان.. يسمعها الرجل بالضبط كما قالتها، ويظن أنها تقصد أنه لا يهتم بها أو يحبها على الإطلاق، بينما هى فى الحقيقة تريد أن تقول: قل لى أحبك.
إضبط أعصابك، لا تدافع عن نفسك، إستمع للمعنى وراء الكلام وإستجب بناء عليه لا بناء على الكلام نفسه.
إياك أن يدفعك ميلك إلى التعميم إلى قول طلقنى، لأنك تريدين أن تسمعى منه أنا مستغناش عنك.
خامساً: الاحتياجات النفسية.
*الرجال كالمطاط: إنها دورة طبيعية عند الرجل أن يحتاج من فترة لأخرى أن يأخذ مسافة من زوجته فيخرج مع أصدقائه أو يفعل أى شيء آخر.
هذا لا يعنى أنه يحبك، لا تذهبى خلفه فالمطاط عندما يشد إلى أقصاه سيعود مرة أخرى بسرعة وبقوة، كذلك لا تعاقبيه عند العودة إليكِ.
*النساء كالموج: لأن المرأة عاطفية، فإن مشاعر الحزن يجب أن تطفو من وقت لآخر على السطح، حتى دون وجود سبب واضح، فتصل فى مشاعرها السلبية إلى ذروتها -تنزل إلى البئر- وربما يصل بها الأمر إلى البكاء، قد يكون ذلك مربكاً للرجل لأنه لا يفهم ما يضايقها وقد يظن أنه السبب، وعندما يقدم لها النصيحة ولا يجد أنها تحسنت يشعر بالفشل، فقط كن قريباً منها، إهتم بها وإستمع إليها متعاطفاً معها ومحترماً مشاعرها.
الكاتب: أحمد عباس.
المصدر: موقع رسالة المرأة.